jeudi 5 juin 2014

باب تسمية من سمي من أهل البدر في الجامع للإمام البخاري رحمه الله

1 - النبي محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم . 2 - عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق القرشي . 3 - عمر بن الخطاب العدوي . 4 - عثمان بن عفان خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته رقية وضرب له بسهمه . 5 - علي بن أبي طالب الهاشمي . 6 - إياس بن البكير . 7 - بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق . 8 - حمزة بن عبد المطلب الهاشمي . 9 - حاطب بن أبي بلتعة حليف لقريش . 10 - أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي . 11 - حارثة بن الربيع الأنصاري قتل يوم بدر وهو حارثة بن سراقة كان في النظارة . 12 - خبيب بن عدي الأنصاري . 13 - خنيس بن حذافة السهمي . 14 - رفاعة بن رافع الأنصاري . 15 - رفاعة بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري . 16 - الزبير بن العوام القرشي . 17 - زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري . 18 - أبو زيد الأنصاري . 19 - سعد بن مالك الزهري . 20 - سعد بن خولة القرشي . 21 - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي . 22 - سهل بن حنيف الأنصاري . 23 - ظهير بن رافع الأنصاري . 24 - وأخوه . 25 - عبد الله بن مسعود الهذلي . 26 - عبد الرحمن بن عوف الزهري . 27 - عبيدة بن الحارث القرشي . 28 - عبادة بن الصامت الأنصاري . 29 - عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي . 30 - عقبة بن عمرو الأنصاري . 31 - عامر بن ربيعة العنزي . 32 - عاصم بن ثابت الأنصاري . 33 - عويم بن ساعدة الأنصاري . 34 - عتبان بن مالك الأنصاري . 35 - قدامة بن مظعون . 36 - قتادة بن النعمان الأنصاري . 37 - معاذ بن عمرو بن الجموح . 38 - معوذ بن عفراء . 39 - وأخوه . 40 - مالك بن ربيعة أبو أسيد الأنصاري . 41 - مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف . 42 - مرارة بن الربيع الأنصاري . 43 - معن بن عدي الأنصاري . 44 - مقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة . 45 - هلال بن أمية الأنصاري رضي الله عنهم



الكتاب : مشكاة المصابيح - الجزء الثالث
المؤلف : محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي (المتوفى : 737هـ)
تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني

dimanche 20 avril 2014

تفسير

قال محمد بن عبد الله الزَركشي رحمه الله: وأما "ما" في نحو قوله تعالى:
}فبما رحمة من الله لنت لهم{ 3.159 وقوله: }فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم{ ف"ما" في هذين الموضعين زائدة؛ إلَا أنَ فيها فا ئدة جليلة وهي أنه لو قال: فبرحمة من الله لنت لهم, وبنقضهم لعناهم, جوَزنا أنَ اللين واللعن كانا للسببين المذكورين ولغير ذلك, فلما أدخل "ما" في الموضوعين قطعنا بأن اللين لم يكن إلَا للرحمة, وأن للعن لم يكن إلَا لأجل نقض الميثق.

samedi 12 avril 2014

صحيح ابن خزيمة - شرح الحديث مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ وغَدَا وَابْتَكَرَ

كِتَابُ الْجُمُعَةِ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُسْنَدِ عَلَى الشَّرْطِ الَّذِي ذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ
1758 - (قال الإمام ابن خزيمة رضي الله عنه) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ، وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ , وَابْنُ الضُّرَيْسِ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَقَالَ عَبْدَةُ: أَنْبَأَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ:

" مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ , وَغَدَا وَابْتَكَرَ , فَدَنَا وَأَنْصَتَ , وَلَمْ يَلْغُ , كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَأَجْرِ سَنَةٍ: صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ". لَمْ يَقُلْ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: وَذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَقَالَ: «مَنْ غَسَلَ» بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ ابْنُ الضُّرَيْسِ: «كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ قَالَ فِي الْخَبَرِ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ» , فَمَعْنَاهُ: جَامَعَ فَأَوْجَبَ الْغُسْلَ عَلَى زَوْجَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ وَاغْتَسَلَ , وَمَنْ قَالَ: «غَسَلَ وَاغْتَسَلَ» , أَرَادَ: غَسَلَ رَأْسَهُ , وَاغْتَسَلَ , فَغَسَلَ سَائِرَ الْجَسَدِ. كَخَبَرِ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قال الألباني: إسناده صحيح وقد أعل بعلة غير قادحة

lundi 7 avril 2014

[فضل حفظ القرآن]

انظر الدرر السنية:
وسئل الإمام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، عن فضل حفظ القرآن.
فأجاب: أما ما ورد في الفضل في حفظ القرآن، هل المراد حفظه مع فهمه ؟ فلا يحضرني جواب يفصل المسألة، ولكن حفظه مع عدم الفهم لا يوجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء، إلا أشياء خاصة لا عامة، وأظنه لو وجد في زمانهم لاشتهر، كشهرة الرجل الذي يسمى عندنا: "حمار الفروع" لما ذكر أنه يحفظ الفروع ولا يفهمه ; وقد قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً } [سورة الجمعة آية : 5] الآية .


ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى: أن هذه الآية ولو نزلت في أهل التوراة، فالقرآن كذلك لا فرق بينهما، وكذلك ذم القراء الذين يقرؤون بلا فهم معنى، وفيهم قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ } [سورة البقرة آية : 78] ، أي: تلاوة بلا فهم ; والمراد من إنزال القرآن: فهم معانيه والعمل، لا مجرد التلاوة.

jeudi 27 février 2014

التَّوجيهات السَّلفيَّة لطلاب العلوم الشَّرعيَّة للشيخ الفاضل نزار بن هاشم العبَّاس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبيِّه محمَّد وآله وصحبه أجمعين
أمابعد؛ فعلى طالب العلم وطالبته:
(1) شُكْر الله وحده أنْ وَفَّقهم بفضله ومِنَّتِه لطلب العلم النَّافع الذي لا محلَّ له مطلقاً إلا في ظلال الدَّعوة السَّلفيَّة ومنابعها الأصيلة الصَّافية.
(2) أنْ يعلم (وهي) أنَّ أوجبَ ما عليهما تحقيق الإخلاص لله في هذا الطَّلب وتحقيق المنهج العلمي السَّلفي في تحصيله، والذي
يحمل على تحقيق أمرين:
فرائض وأركان الإسلام الواجبة الاعتقاديَّة والعمليَّة والقوليَّة.
ونوافله وتطوُّعاته المبنيَّة على ذلك.
وهذا وذاك هو تطبيقُ الإيمان والإسلام عند السَّلف القائلين: «الإيمان قولٌ واعتقادٌ وعملٌ، يزيد بالطَّاعة وينقص بالمعصية» هذه حقيقة العلم النَّافع المثمر لكلِّ نافعٍ في الدُّنيا والآخرة، وأساسه وأسُّه علم الاعتقاد والتَّوحيد السَّلفي؛ لذا يُقَال: «الاعتقاد والتَّوحيد أوَّلاً».
(3) أَنْ يَعْلَمَا أنَّ السَّلف الذين كان فيهم النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن بعدهم من القرون المفضَّلة فيهم بفضل الله عليهم ما ليس فينا:
1- فطرة المعرفة وسليقتها.
2- صفاء العقول.
3- صفاء الحياة.
4- سعة الإدراك.
5- سعة الفهم وعمقه ودقَّته.
6- أصالة العربية كأصالة فطرتهم وصفائهم.
7- سلامة الأخلاق وتمام المروءة، هذا كلُّه وغيره تُوِّجَ بــ:
8- معايشتهم له -صلَّى الله عليه وسلَّم- المعلِّم الأعظم والمربِّي الأكبر أو لصحابته -رضي الله عنهم- وتابعيهم.
9- شهودهم نزول الوحي وتطبيقاته قرآناً وسنَّة وتفهيماته ومعرفة أسراره ومعانيه وتوجيهاته.
10- سلامتهم من تيَّارات فرق البدع والضَّلال وفساد مناهجهم. وحين ظهرت في أواخر عهد الصحابة بوادرُها وأصولها بالخواراج والرافضة الشيعة والقدرية وقفوا في وجهها دحضاً وصدَّاً وكشفاً وعداءً وتحذيراً، وكذا فعل أتباعهم وتبعهم ومن سار ويسير على طريقتهم الرَّضيَّة إلى يوم الدِّين.
11- صِدْقهم الظاهر وقوة العزائم وعلو الهمَّة وصدق العمل... إلخ؛ فكان السَّلف -رحمهم الله- خيار الخلق بعد الرُّسل والأنبياء.
هذا سُقْتُه لنعرف البون الشَّاسع بيننا وبينهم كطلاب علمٍ نسير على منهجهم إن شاء الله.
فــ: أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ *** إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَرِير المَحَافِلُ!
عليه:
(4) نحن إن شاء الله الآن نتشبَّه ونتأسَّى بهم ولن ندرك فضلهم ومنزلتهم وإنما نرجو من الله الرحمن معيَّتهم العلمية وصحبتهم في الآخرة في جنَّات النَّعيم و«المرء مع من أحبَّ» كما في السُّنَّة.
إذا تقرَّر ذا فإنَّ
(5) سعي الطلاب للعلم لابدَّ أن يكون على ضوء هذه الفروق بمعرفة قدرنا وضعفنا وسوء حال واقع أمَّتنا اليوم إلا من عَصَمَ ربُّنا؛ فِطَرٌ تَبَدَّلَتْ، وعقائد شركٍ، وبدعٌ فاسدةٌ متفشيَّةٌ، فرقٌ وطوائف، أهواءٌ، وكثرة الجهل والجهلاء، ولغةٌ متدنِّيةٌ، وفهومٌ ضعيفة... إلخ، وأخطر هذه الشُّرور: فساد العقائد وخرابها، لذا كان واجب طلاب العلم أوَّلاً:
(6) معرفة العقيدة السَّلفيَّة الصَّحيحة أوَّلاً وتصحيح فاسدها -مما يخالفها- وتجلية غبشها بسبب هذا الواقع الكدر بالرجوع إلى علماء السَّلفيَّة وكتب عقائدهم قديماً وحديثاً دراسةً وفهماً وشرحاً علميَّاً إجمالاً وتفصيلاً، يُقَدَّمُ هذا العلم على كل علوم الشَّريعة لأنَّه أساسها وأصلها ومصحِّحها علماً وعملاً، ثُمَّ علم أركان الإسلام الواجبة.
وهنا يقال: يُقَدَّم الاعتقاد علماً على حفظ كل القرآن والسُّنَّة ومتون العلم ووسائله.
والاعتقاد والمنهج السَّلفي متلازمان لاينفكَّان، وبالاعتقاد الصحيح يُفْهَم القرآن والسُّنَّة ويأتي العمل بهما لأنه منهما أصلاً نَبَعَ وأَيْنَعَ، لكن لِـمَا مَرَّ من أسبابٍ حَصَلَ الجهلُ به بل العداوة والخصومة، بل تجد كثيراً من حفظة القرآن اليومَ لا يعرفون عقيدته فيخالفونه بالشِّرك والبدع والطَّائفيَّة والجهل والهوى والاتِّـجار به!
وأدلَّة هذه النُّقطة الشَّرعيَّة لا تُعَدُّ وتحصى، يكفنا منها هاهنا قولُه
تعالى: ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) وقولُه في أوَّل وَحْيِه وكلامه لموسى –عليه الصلاة والسلام-: ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)) فالآيتان تشيران إلى الاعتقاد والتَّوحيد أوَّلاً كما هو ظاهرٌ الحمد لله..
(7) وصدق النَّوايا والتَّوجُّهات لنيل العلم والعمل به سبيله ذاك الاعتقاد السَّلفي؛ لأنَّ الصِّدق مع الله من أعظم أسبابه: معرفة الله والخوف والرجاء منه، وهذا لا يكون بعد الله إلا بعلم الاعتقاد، لذا قال تعالى: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ)) وقال السَّلف: «العلم الخشية» وهذا وَصْفُ رسل الله ((الذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدَاً إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبَاً)).
(8) حينئذٍ -وبفضل الله وحده- يكون رسوخ الطالب وقوَّته وثباته وبصيرته وفرقانه بين الحقِّ والباطل، واليقين والشَّك، والخاطر النَّافع والوسواس الفاسد، والصَّديق الموافِق والعَدُوِّ المخَالِف.
(9) ويقتُل حينها -بحول الله- طالبُ العلم عُجْبَه وزهوه وكِبْرَه وتَصَدُّرَه ورياءه وتقدُّمَه وإقدامَه حين يجب تأخُّرُه وعدم
إقباله؛ لأنَّه عَلِمَ قَدْرَه ومراقبة الله له في سِرِّه وعلنه وسكنه وحراكه ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)) و((اللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)).
(10) فيثمر ذلك في قلوب طلاب العلم -بِـمَنِّ الله عليهم- السعادةَ والفرحَ بدينه وخفَّةَ النَّفس والرُّوح كخفَّة الطَّير في سماه، وتحصل لذَّةٌ ونهمةٌ وشوقٌ وإقبالٌ على العلم من جديدٍ كأنَّه أوَّل علمٍ جديد، ليعود التَّحليق من جديدٍ في تلك الآفاق الإيمانيَّة والفتوحات الرَّحمانيَّة.. لذا قال- صلَّى الله عليه وسلَّم-: «منهومان لا يشبعان: طالب علمٍ وطالب دنيا» وأَنْعِمْ بدنيا العلم مِنْ دنيا تربط صاحبها وتصله بالله وآخرته إيماناً ويقيناً وعملاً ((فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحَاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً)).
وهذا ختام جواب السُّؤال، وبالله التوفيق.
وصلَّى الله على نبيِّه محمَّد وآله وصحبه وسلَّم
كتَبَه
نزار بن هاشم العبَّاس
خرِّيج الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة النَّبويَّة
والمشرف على موقع راية السَّلف بالسُّودان

ليلة 27/ رمضان/ 1434

mercredi 12 février 2014

التصوير

قال العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي في تَأْسِيسُ الْأَحْكَامِ عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْأَنَامِ
 بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الْأَحْكَامِ:
 "هناك فرق بين التصوير الذي هو الفعل وبين الاستعمال فأما التصوير فيحرم كله على القول الأصح إلا فيما يعمله الآدمي كالسيوف والخناجر والبيوت والسيارات وكل ما يعمله بنوا آدم من الآلات وغيرها . وقد اختلف السلف فيما لا روح فيه من المخلوقات كالشجر وما أشبه ذلك فذهب قوم إلى جواز تصوير الشجر وغيره مما لا روح فيه وممن قال ذلك ابن عباس فقد ورد أنه استفتاه شخص وقال إنه لا يعيش إلا من التصوير فقال له إن كنت فاعلاً ولابد فعليك بهذا الشجر وما لا روح فيه ورد هذا القول بأنه اجتهاد من ابن عباس وأن الحديث النبوي يدل على منعه كما جاء في الحديث القدسي (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة  أو ليخلقوا حبة أو شعيرة فأشار في الذرة إلى ما فيه روح وأشار بالشعيرة إلى ما لا روح فيه. قالوا ونحن لا نصدق بأن الشجر لا روح فيه بل الشجر فيه روح بحسبه وله حياة بحسبه وقد قال الله تعالى (وَآيَةٌ لَهُمْ الأْرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) [يس : 33]

وهذا قول مجاهد وهو الحق الذي تؤيده الأدلة أن الفعل أي فعل التصوير لا يجوز مطلقاً إلا فيما يعمله بنوا آدم كالأبنية وآلات المراكب المحدثة كالسيارات والطائرات وآلات الحرب المحدثة  كالدبابات والمصفحات وما أشبه ذلك  وما لم يكن من عمل ابن آدم فلا يجوز تصويره حتى ولو كان مما لا روح فيه وقد أخبر الله عز وجل عن الجماد بأنه يسبح فقال ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) [الإسراء : 44 ]
وقال في سورة البقرة ( وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [البقرة 74 ] فأخبر أن بعض الحجارة تهبط من خشية الله وذلك دليل على ما فيها من الإحساس الذي خلقه الله عز وجل فيها.
أما الاستعمال فهو أيضاً فيه تفصيل فقد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الصور وأمر بطمسها وإزالتها وأخذ على بعض أصحابه ألا يجد صورة إلا طمسها ولا قبراً مشرفاً إلا سواه ففي صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال :قال لي علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته وفي لفظ آخر(ولا صورة إلا طمستها)."