"إنـني رأيتُ أمرًا عجيبًـا" ضمن محاضرة بعنوان صحبتهم الجنة (الوالدين) موجهة للإخوة في تونس
ليلة الجمعة ٣جمادى الاخر ١٤٤٠ه
نصيحة مهمة من شيخنا علي الوصيفي حفظه الله لمن يريد النجاة من هذه الفتنة:
إنـني رأيتُ أمرًا عجيبًـا
ما كان ينبغي لِـمَنْ يبتغي العلم أنْ يسكت عنه حتى و لو كان مخاصما للعلماء في مسائل اجتهادية ؛ هو أنَّـه ارتضى أنْ يُعان و أنْ يُنتصر منْ جماعة مِنَ السفهاء و من ناس انـتسـبوا إلى المنهج وليسوا من أهله
يـقومـون بسبِّ الدعاة والعلماء و لم أجد أحدًا منهم يُـنْـكِـرُ عليهم و يقول لهم : لا ، نحن لا ننتصر بسبِّ العلماء ولا ننتصر بإهانة الأخيار و لا ننتصر بهذه الألفاظ القبيحة ؛ إنَّـما نصرنا بهذا الدين . ننتصر بالله ، إن الله نصرنا ، لن ينصرنا بكثرة عَدَدٍ و لا عُدَدٍ ؛ إنَّـما نصرنا بهذا الدين .
فكيف ينصرنا الله عز وجل بالسباب و الشتائم ، و الاحتجاج بأقوال أهل الباطل على أهل الحق ؛ فإن أهل السنة لا يحتجون بأقوال أهل الباطل على أهل الباطل ، و لا يحتجون بأقوال أهل البدعة على أهل البدعة ، بل ينتصرون بكلمة الله و بكلمة الحق التي أنزلها الله عز وجل على رسوله ؛ لأنَّ هذا هو السبيل الوحيد لنصر الدين و نصر المِلَّـة .
أما الردُّ على أقوال القدرية بأقوال الجبرية ، و الردُّ على أقوال المعتزلة بأقوال الأشاعرة ، و الردُّ على أقوال الصوفية بأقوال العقلانيين ، فهذا ليس من سبيل أهل السنة و الجماعة ؛ فكيف إذا كان الرد على العلماء الأكابر بالذين يستخدمون السِباب و الشتائم ، و الانحطاط الأخلاقي ، هل هذا يقبل في نصر دين الله سبحانه و تعالى؟
إنَّ هؤلاء الدعاة يجبُ عليهم أنْ يتقوا الله ، و أنْ يصفوا الصفوف التي أصبحت مُخَلَّطَـةً بـكثيرٍ منْ أهل الأهواء ، الذين لا علاقة لهم بهذا المنهج السلفي ؛ هذا المنهج الربَّـاني ، هذا المنهج السُنِّي الأثـري ، لا علاقة للسفهاء و لا للسفلة به ، إنَّما ينتصرُ هذا المنهج بقال الله ، قال الرسول ، قال الصحابة .
*فمنْ دارَ و اختارَ أنْ يكونَ بين فريقين ، لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ، فهذا مَطْعُونٌ في علمه ، و مَطْعُونٌ في دعوته ، بل و مَطْعُونٌ في دينه .*
نسأل الله عز و جل أن يردنا إلى دينه ردا سليما ، و أن يحفظنا و يحفظ سائر المسلمين.
للأمانة هذا التفريغ لأخينا في الله
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire